انتقل إلى المحتوى

قد يبدو استخدام الخلايا الجذعية والعلاج الجيني لعلاج الأمراض أو الشفاء منها ضرباً من الخيال العلمي، ولكن اجتماعاً علمياً عقد مؤخراً هنا أكد على كل الجبهات التي تقترب فيها هذه التقنية أكثر فأكثر من الواقع.

قال الدكتور لويد مينور، عميد كلية الطب، في كلمته الافتتاحية للندوة السنوية الأولى لمركز الطب النهائي والعلاجي الجديد بالكلية: "نحن ندخل حقبة جديدة في الطب". ويستعد باحثو ستانفورد لاستخدام الخلايا الجذعية والعلاج الجيني لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض، بدءًا من التشخيصات الشائعة مثل السكري والسرطان، وصولًا إلى الأمراض النادرة في الدماغ والدم والجلد والجهاز المناعي وأعضاء أخرى. والهدف النهائي هو ابتكار علاجات لمرة واحدة توفر شفاءً مدى الحياة؛ ومن هنا جاء اسم المركز "النهائي والعلاجي". وأضاف مينور أن ستانفورد رائدة في هذا المجال من الأبحاث الطبية، مضيفًا: "هذا عنصر أساسي في رؤيتنا للصحة الدقيقة".

صرحت الدكتورة ماريا غراتسيا رونكارولو، التي تقود المركز الجديد، بأن لجامعة ستانفورد تاريخًا طويلًا في قيادة اكتشافات العلوم الأساسية في مجال بيولوجيا الخلايا الجذعية، وهي الآن تُجري دراساتٍ حول طرقٍ مُختلفة يُمكن أن تُفيد هذه الاكتشافات المرضى. وأضافت رونكارولو للحضور: "مهمتنا هي إنتاج بيانات سريرية مُقنعة تُشجع الصناعة على تبني المنتج وتطويره".

ومن بين أبرز الأحداث الأخرى:

  • أفاد طبيب العيون جيفري غولدبرغ، الحاصل على دكتوراه في الطب، أن تقنيات الخلايا الجذعية قادرة على توليد بدائل للخلايا التالفة في الطبقة الداخلية للقرنية. ويُجري فريقه حاليًا تجارب سريرية مبكرة على خلايا قرنية مُلحقة بكل منها جسيم نانوي مغناطيسي. تُحقن الخلايا المغناطيسية في العين وتُثبت على القرنية باستخدام رقعة عين مغناطيسية. ويأمل الباحثون أن تُساعد هذه التقنية بعض المرضى على تجنب زراعة القرنية.
  • صرحت الدكتورة جوديث شيزورو، أخصائية أمراض الدم والأورام، للجمهور بأنه يمكن لعدد أكبر من الأشخاص إجراء عمليات زرع نخاع عظمي إذا لم يتطلب الإجراء أدوية علاج كيميائي سامة. في تجربة سريرية افتُتحت مؤخرًا، تستخدم شيزورو وزملاؤها تقنيات تعتمد على الأجسام المضادة بدلًا من العلاج الكيميائي لتحضير الأطفال المصابين بنقص المناعة المشترك الشديد (المعروف باسم "مرض الطفل الفقاعي") لزرع نخاع العظم.
  • وصف الدكتور سونغ كيم، الحاصل على درجة الدكتوراه، كيف تُسهّل تقنيات أبحاث الخلايا الجذعية فهم إمكانية إنتاج خلايا بيتا بنكرياسية جديدة لمرضى السكري من النوع الأول. وفي سياق متصل، أظهر زميل كيم، الدكتور هيروميتسو ناكوتشي، مؤخرًا إمكانية زراعة بنكرياس الفئران في الجرذان واستخدامه لعلاج داء السكري لديها.
  • على الرغم من إمكانية علاج مرض فقر الدم المنجلي بزراعة نخاع العظم، إلا أن العديد من المرضى يفتقرون إلى متبرع مطابق، وفقًا للدكتور ماثيو بورتيوس، الموضح في الصورة أعلاه. يدرس مختبره كيف يمكن لتقنيات تعديل الجينات (بما في ذلك تقنية كريسبر) أن تسمح للعلماء بإصلاح الخطأ الجيني الكامن مباشرةً في جسم المريض.
  • يسعى خبراء العلاج المناعي للسرطان، مثل الدكتورة كريستال ماكال، إلى ابتكار علاجات جديدة لا يستطيع السرطان التغلب عليها. تقول ماكال: "تاريخيًا، كنا نستهدف الأورام بالسموم أو العوامل الموجهة. لكن ما تغير هو أنه أصبح بإمكاننا أيضًا مهاجمة المضيف وتغيير طريقة استجابته للورم". يعمل فريقها على هندسة الخلايا التائية، وهي نوع من الخلايا المناعية، لتحفيز جسم مريض السرطان على مهاجمة الأورام التي توقفت عن الاستجابة للعلاج الكيميائي التقليدي. لم يُكتب النجاح المأمول بعد لعملهم: فبعض خلايا الورم قادرة على التهرب من الخلايا التائية والنمو مجددًا. لكن ماكال متفائلة. وتقول: "نحن في نهاية البداية".

المزيد من التغطية لأحداث اليوم متاحة في قصة من صحيفة سان خوسيه ميركوري نيوز يصف هذا الفيديو كيف يُكافح الدكتور أنتوني أورو، الحاصل على درجة الدكتوراه، وزملاؤه مرض انحلال البشرة الفقاعي، وهو مرض وراثي مُدمر يُصيب الجلد. اختتم أورو حديثه بصورة غريبة بعض الشيء لرجل يحصل على سمرة رذاذية. أثارت الصورة ضحكًا، لكن وجهة نظره كانت جادة: "هدفنا من العلاج الخلوي المُستقبلي هو رش الجلد لتصحيح مرض وراثي مُريع".

طموح؟ نعم. خيال علمي؟ في المستقبل، ربما لا.

ظهرت هذه القصة أصلا على نِطَاق.